لقد انعم الله تعالى على الإنسان بنعم كثيرة كي
يشق طريقه في الحياة ويخدم نفسه وبني جنسه ولكن جحود الإنسان بنعمة الخالق جعله لا
يعطي للنعمة قدرا ولا يوفيها حقا فلا تلبث أن تزول قال تعالي وقليل من عبادي
الشكور وجاحد نعم الله قال عنه رب العزة جل وعلا إن الإنسان لربه لكنود وقد قال العلماء
إن الأرض الكنود هي التي اذا وضعت فيها حبا وسقيتها ماء لا تخرج ثمرا ولا تنبت
زرعا
ولكن القدر قد لا يمهل إنسان ما فتسلب منهم
احدى النعم رغم شكره لنعم الله وذلك اختبارا لقوة الصبر والجلد والرضا بقضاء الله ولاشك
إن الله تعالى لا يترك عبده نهبا للنوازل والخطوب فيكون التعويض..
هذا هو لويس برايل الفرنسي ابن صانع السروج
الذي فقد نورعينيه بسبب عبثه بالأدوات التي يستخدمها أبيه في خياطة سروج الخيل
لم ييأس الطفل الضرير ولم يقنط لما أصابه
فكان مرحا خفيف الظل مستخدما عقله الذي وهبه الله إياه وعوضه به عن فقد بصره
كانت
طريقة الكتابة البارزة للمكفوفين شائعة في ذلك الوقت ولكنها ذات حروف ضخمة
وإمكانية الاستفادة منها غير مجدية بدا القلق يتسرب الي نفس لويس برايل بدافع
حاجته إلي العلم والتعلم وان الحروف البارزة المتداولة في عصره لا تفي بالغرض في
سرعة تحصيل العلم
فكر
لويس في طريقة سهلة ميسرة يخدم بها نفسه وأقارنه الذي حرموا نعمة البصر فقد لاحظ إن
الجنود في حالة الحروب لا يستطيعون إضاءة المصابيح ليلا حتي لا يهتدي الأعداء إلي أماكن
تمركزهم ونتج عن ذلك عدم استطاعة الجند والقادة قراءة التعليمات فلجاؤا الي رموز
بارزة يمكن لمسها باصابعهم في الظلام ويتوصلوا بواسطتها الي معرفة تعليمات
قيادتهم وبذلك اهتدي لويس الي الطريقة
المثلي للكتابة إلي إن تمكن من وضع نقط بارزة
علي ورق مقوى ترمز الي الحروف الابجديه والارقام والنوتة الموسيقية وعلمها
لتلاميذه الي إن اعترف بها وبه علماء عصره
ودرسوا إمكانية الاستفادة منها وتعميمها حتي انتشرت في أنحاء الدنيا
واستفاد منها الكثير من طلبة العلم من من حرموا نعمة البصر وكانت بداية هذه القصةعام1812
في احدي البلدات الفرنسية في حانوت لصانع سروج خيل فرنسي ونجله لويس وبذلك اضاء
هذا الفتي الضرير لويس برايل الطريق أمام الملايين من إقرانه
0 التعليقات:
إرسال تعليق