ضياع عقد بن عبد ربه الفريد
بقلم محمود مرغني موسى
كان كبار
العلماء والأدباء والشعراء يلتقون في قصور الخلفاء والأمراء في الأندلس فكانت
بمثابة منتديات زاهرة، ومجامع للعلوم والآداب والفنون!!!
ولمع فحول
الشعراء والأدباء العرب في الأندلس كابن عبد ربه وابن حزم وابن زيدون وابن خفاجة
وكانت النتيجة ازدهار الحياة الأدبية كغيرها من الفنون كالموسيقي والعمارة
الإسلامية المتمثلة في المساجد والقصور التي تحمل الطابع العربي !!
وفي
الأندلس ظهر شكل جديد للقصيدة الشعرية العربية الذي أطلق عليه
الموشحات والمعروفة بالموشحات الأندلسية التي تتخلى إلى حد ما عن قواعد الشعر
العربي الأمر الذي يعتبر بداية للتحرر من قيوده في صورة الموشحات الأندلسية!!
وابن عبد ربه من أشهر شعراء الموشحات الأندلسية الذي ولد في قرطبة سنة246
هجرية و نبغ في علوم الفقه واللغة العربية والتاريخ وظهرت موهبته في الشعر مبكرا تجاوز
في شعره الحدود فأصابه الندم في أواخر حياته فانصرف الى إلقاء المواعظ والزهد عن حياة
البذخ والملذات وتبرأ من كل ما قاله من شعر اللهو والغزل في شبابه وصباه!!؟
ومن أشهر مؤلفات ابن عبد ربه
كتاب العقد الفريد وشبه فيه كتابه هذا بعقد مرصع بالجواهر النادرة والفريدة
في نوعها وفي قواميس اللغة العربية الفريدة هي حبَّة من
فضَّة وغيرها تفصل بين حبَّات الذَّهب أو اللُّؤلؤ في العِقد وسمي ابن عبد ربه كل فصل من كتابه هذا بالجوهرة
التي بلغ عددها خمسين وتتحدث كل جوهرة أو بالا حرى كل فصل عن موضوع منفصل عن الآخر
يبدأ با للؤلوة للسلطان وشئون الحكم ثم الفريدة في الحروب ثم الزبرجدة في الاجواد
ثم الجمانة في الوفود ثم ألمرجانه في مخاطبة الملوك ثم الياقوتة في العلم الأدب
والجوهرة في الأمثال ثم صار في كتابه على هذا المنوال !!
مات ابن عبد ربه
سنة 328 هجرية متأثرا بمرض الم به ودفن بمقبرة بني العباس بقرطبة بالأندلس
0 التعليقات:
إرسال تعليق